‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصائد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصائد. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 29 أبريل 2021

يا ليل دعني || تحليل الأبيات كاملة والصور البلاغية

 

يا ليل دعني || تحليل الأبيات كاملة والصور البلاغية


يا ليل دعني 

للشاعر فاروق جويدة 


الفكرة الرئيسية:

تدور القصيدة حول فكرة رئيسية وهي قرار الشاعر بترك الحزن خلفه وبدء حياة جديدة تتمثل بالفرح، واستخدم الشاعر الليل والنهار للتعبير،فالليل هو محور الحركة والحياة والالهام ورمزاً للخير بالرغم من ظلمته، واحياناً يكون رمزاً للشر، او الصديق او الألم، وكان الليل يبدل حال الشاعر إما الى الشوق والحنين او البكاء او التفكر او الانتظار.
أما النهار فإنه يرمز للحياة والفرح واكتشاف الذات.


ملاحظة:

 كرر الشاعر عبارة " يا ليل لا تعتب علي "
تكررت أكثر من مرة في القصيدة بهدف التوكيد
استخدم اسلوب النداء الذي يوحي بالرجاء والاستعطاف، للتحرر من الليل الكئيب.



العاطفة المسيطرة على الشاعر:

اليأس ثم التفاؤل والفرح.


تحليل الأبيات: 


الفكرة ١-٧ ، قرار الشاعر بالرحيل من الليل الحزين

يعبر الشاعر عن رغبته بالتخلص من هذا الليل وما يحمله من حزن ويأس وان ينتقل الى النهار وما يحمله من فرح وأمل.
فاتخذ الشاعر قرار أن يرحل مع النهار الذي يرمز للحياة الجديدة. ويتحدث مع الليل  بأسلوب العتاب، ويكون العتاب دائماً للمُحب، فيبين هذا أن الشاعر ما زال يتعاطف مع الليل.
وشبه نفسه بالنورس الحيران الذي كان تائه وجد طريقه الآن وعاد لنفسه وذاته.


الفكرة ٨-٢٦ اسباب قرار الشاعر بالرحيل

فيقول ان عمره ضاع في الليل وهو يشعر بالألم والحزن، ويعبر عن رغبته الدائمة بأمل وحياة جديدة ، وينظر للآمال التي تمناها ويشتاق لها.

 ويقول لليل انه لا يخونه لكن قلبه يحن إلى النهار .


الفكرة ٢٧-٤٠، حوار مع الليل ودفاعه عن نفسه.

يقول الليل أنه لا ذنب له بما يجري للشاعر ، ويتنهد بحزن، ويروي قصته الحزينة مع الشمس، ويعبر عن حزنه على الشمس التي أعطاها كل عمره وهي تركته وذهبت للقمر، وهو جعل نفسه واحة ليرتاح فيها الحائرون من البشر.


الفكرة ٤١-٤٧، رغبة الشاعر بحياة جديدة سعيدة

يقول الشاعر لليل بأمنياته، وهو يروي ما يريد أن يفعله في حياته، وماذا يأمل من رحيله إلى النهار، فيطلب منه أن يدعه يحب كالطفل الصغير، وان يعيش حياة كحياة كل الناس، وأن يحدق بالفجر ويحمله إلى صباح مشرق واستقبال النهار، بدلاً عن الليالي المظلمة.


الفكرة ٤٨-٥٦ قرار الشاعر الأخير بالرحيل

يعبر الشاعر عن ضجره من الحزن واليأس، ويودع الليل ويطلب منه أن لا يغضب ويدعه يتظلل تحت النخيل، ويقول له إن سأل أحداً عنه يقول لهم أنه أصبح يدرك من هو وأنه يقدر قيمة لحظات حياته ولا يريد أن يفوت منها أكثر.


..

الصور البلاغية:

الاستعارات المكنية:


يا ليل لا تعتب علي
أنامل الأيام يحنو نبضها
دموع الأمس من فرحي تغار
وفمي تعانقه ابتسامات هجرن العمر
ما كنت أحسبها تحن إلى المزار
نزفت رحيق عمري في يديك
شعرت بالألم العميق يهزني في راحتيك
شعرت أني طالما ألقيت أحزاني عليك
كم عاشت الآمال ترقص في خيالي
تعذبني خيالاتي وتضحك
تنهد الليل الحزين
غرست حب الشمس في أعماقي
الشمس خانتني وراحت للقمر
رأيتها يوما تحدق في الغروب إليه تحلم بالسهر
عشقت البدر فلا تعتب
دعني أحدق في عيون الفجر



تشبيه مجمل:

لو كنت تعلم أنها مثل النهار
الخيال جريمة الشعراء
وأحب كالطفل الصغير
قضيت عمري كالصغير 


تشبيه بليغ:

أنا زهرة 
عمري واحة

رُبى الأمل 

   

فلقد منحت الشمس عمري كله ⬅️ استعارة تصريحية


..

اقرأ المزيد

الاثنين، 26 أبريل 2021

سكر الوقت للشاعر إبراهيم محمد إبراهيم || شرح الأبيات كامل.


 


قصيدة سكر الوقت

للشاعر إبراهيم محمد إبراهيم

شرح الأبيات: 


المقطع الأول: حنين الشاعر لبلاده

يعبر الشاعر في هذا المقطع عن حاله وهو بعيد عن بلاده، فيقارن بين السكاكر عندما يكون خارج بلده فهي لا تغيرطعماً للشاي، لكن شاي بلاده حتى مرارته تكون حلوة وتلك المرارة تلمس روحه وتوقظ كل حواسه لتطلقها في البلاد لترجع له بالشعر ويستطيع كتابة القصائد، ويقول أن في بلاده تحلو الحياة بدون سكر .


المقطع الثاني: حياة الناس في المدينة التي يعيش فيها الشاعر

يصف الشاعر الروتين اليومي الذي يعيشه الناس هناك، ليلها الغريب وحياة أهلها الروتينية التي وصفها بدورة العيش.

المقطع الثالث: محاولة تأقلم الشاعر على المدينة الجديدة

يتمايل الشاعر بين الحنين الى موطنه ومحاولته في التأقلم على المدينة الجديدة ، فهو ما يزال يذكر حلاوة سكر وطنه ويقول أن للمكان الجديد طعم وحلاوة وهو يحاول الاعتياد والاندماج والتعرف أكثر .


المقطع الرابع: رحلة الشاعر إلى الألب

يرحل الشاعر محاولاً إيجاد سكر الوقت، حين يذهب إلى الألب وهو يخبئ رمل الجزيرة والهيل والقهوة العربية، والحب،وكلها أشياء ترمز إلى وطنه وتدل على تمسكه بوطنه حتى في الغربة والبلاد البعيدة، ويتسائل ماذا يخبئ له الألب.


المقطع الخامس: حب الشاعر لوطنه

يعبر عن مشاعره الخالدة لوطنه، ويتذكر النخيل ويقول أنه بالنخيل يتطاول ان كان يشعر أن السماء ستسقط فوقه، ورسالته للنخيل أن يبقوا شامخين كالسماء مهما كان بعيد، وكون النخيل يرمز الى وطنه يحاول التعبير من خلالها عن حبه وتمسكه بوطنه.


اقرأ المزيد

الثلاثاء، 16 فبراير 2021

نقد وتحليل قصيدة " على قدر أهل العزم تأتي العزائم "

نقد وتحليل قصيدة " على قدر أهل العزم تأتي العزائم "

عَلى قـدرِ أهـل العـزمِ تـأتي العَـزائمُ

         أبو الطيب المتنبي


1 عـلى قـدر أهـل العـزائم تـأتي العزائم          
                                     وتأتـي علـى قـدر الـكرام المكـارم 
2 وتعظم فـي عين الصَّغيرِ صغارُهـَا        
                                    وتصـغُر فـِي عَيـن العظِـيمِ العظائِـمُ 
3 هل الحدثُ الحمراء تعرف لونها        
                                            وتعلـمُ أيُّ الساقيَيـنِ الغمائـمُ 
4 سقـتها الغمـام الغـرُّ قبـلَ نـزولهِ              
                                     فلمّـا دنـا منهـا سقـتها الجمـاجـمُ 
5 بنـاها فـأعلـى والقنـا تقـرع القـنا          
                                      ومـوجُ المنَـايَا حـولهَا مـتلاطـمُ 
6 أتـوكَ يجـرّون الحـَديد كـأنمـا                 
                                       سَــرَوا بجيـاد مـا لهـنّ قوائـمُ
7 إذَا برقـوا لـم تـعرفِ البِيـضُ منـهم      
                                      ثيـابهُمُ مِـن مثلِهَـا وَالعمـائـمُ
8 خمـيسٌ بشـرقِ الأرضِ والغـربِ زحفُـهُ    
                                   وفـي أُذُنِ الجـَوزاء منـهُ زمـازمُ 
9 تجمـَّعَ فيـهِ كـل لِسـنٍ وأمـُّـةٍ                
                                   فمَـا يُفهِـم الحُـدّاث إلا التَّراجـمُ 
10 وَقَفـتَ ومـا فـي المـوتِ شـكٌّ لِوِاقِـفٍ       
                             كـأنَّـك فـي جَـفنِ الــرّدى وهـو نـائِمُ 
11 تـمُرُّ بـكَ الأبـَطال كَلـمى هَزيمـةُ          
                                ووجـهُكَ وضّـاحٌ وثـغرُكَ بـَاسـِمُ
12 ضممـتَ جنَاحَيهـم إلـى الـقَلبِ ضمّـةُ       
                              تمـوتُ الخَوافـي تحتَهـا والقـوادمُ
13 بضربٍ أتَى الهاماتِ والنَّصـر غائـبٌ            
                                  وصـار إلـى اللَّـبّاتِ والنصـر قـادمُ   
14 ومـَن طلـَب الفـَتحَ الجـَليل فـإنمّـا                   
                            مفاتيـحهُ البِيـض الخِـفاف الصّـوارمُ
15 نثرتـَهُم فـَوقَ الأحـيدِبِ كُلـّه          
                              كمـا نُثِـرَت فـَوقَ العـروس الـدَّراهمُ
16 ولـستَ مليكاً هازمـاً لنظـيرِهِ            
                                    وَلـكنَّـكَ التـوحيـد للـشرك هَـازمُ
17 لك الحمـد فـي الـدر الـذي لـي لفـظه       
                                           فـإنك معطيـه وإنـي ناظِـمُ
18 وإنـي لتعـدو بـي عطـاياك فـي الوغـى           
                                       فـلا أنـا مـذمـوم وَلا أنـتَ نَـادمُ 

.. 

مفردات القصيدة : 


- العزم : يعزم عليه الأمر 
- الحدث الحمراء : اسم قلعة معروفة بناها سيف الدولة في الروم وقوله حمراء لأنها احمرت بدماء الروم
- الغمام : جمع غمامة 
- زمام : ازدحام الأصوات التي لا تُفهم لتداخلها 
- الأحيدب : موضع وقيل أنه اسم الجبل الذي عليه مدينة الحدث
- سروا : السير ليلاً
- القنا : الرماح 
- لُسن : لغة 
الحُدّاث : المتحدثون 
- اللبات : جمع لُبة , وهي أعلى الصدر ( النحر ) 
- الغر : صفة للسحاب الأغزر ماء
- البيض : السيوف 
- كلمى : جمع كليم معناها جرحى 
- الوغى : معركة 
- وضاح : مبتسم 

..

2-1


يبدأ المتنبي في أول بيتين بقول أن لكل انسان همة في هذا العالم وإنما يـأتيه العزائم على قدر همته , كعلاقة طردية كلما زادت عزيمة الشخص وهمته تأتيه عزائم أكبر , وان كان الشخص فاشلاً تضاءلت عزيمته وهمته , ووضع في نفس الميزان كرم الإنسان مكارمه تأتي بحجم كرم الإنسان صغيراً أم كبيراً . واعتقد أن هذا هو المنطق حيث أعطانا المعنى المطلوب وأيضاً جاء بمقارنة مع الكرم وكانت هذه بداية لافتة . 

4-3 

وهنا ذكر الحدث الحمراء كناية عن الدم الذي اراقه سيف الدولة وكان كلام عميق يوحي للقارئ كم انسقت القلعة بالدماء .

8-5 

وكانت ابيات جداً معبرة عن شدة القتال وتزاحم الرماح رغم علو بناء هذه القلعة الا ان الرماح كانت تتطاير وجعلوا موج الموت يتلاطم حولها . ثم يعبر كيف جعل الروم الحديد كثير على الجيش حتى اصبح هناك اختلاف بين سيوفهم وعمائمهم وكان هنا صورة عن  القتال في ساحة المعركة يستطيع القارئ تخيلها وتزاحم الجيش في كل ارجاء الأرض والاصوات لا تسمع بسبب تداخلها . 
حتى انه تجمع في هذا الجيش اهل لغة من كل اللغات فإذا تحدث شخص الى آخر لا يفهم ويكون بحاجة لمترجم , واستخدم المتنبي في هذه الابيات كما رأينا تعابير عديدة جميعها تدل على كثرة الجيش وتزاحم القتال وأبدع المتنبي في هذا .


11-9


عبر المتنبي في هذه الابيات عن مدى قوة سيف الدولة الكبيرة وقف في مكان لا احد يتشجع الوقوف فيه لأنه يعرف بأنه سيقتل ورغم مرور الابطال عابسة الوجوه وجرحى الا ان سيف الدولة وضاح مشرق الوجه وهنا يوحي لنا صفات لشخصية سيف الدولة . وكان بارع في وصفه بحيث وضع القارئ في موقف يتخيل فيه كيف كان سيف الدولة.

15-12

وفي هذه الابيات تقريبا أوحى لنا طريقة قتال سيف الدولة القوية عندما قلب جناحي العسكر على القلب فأهلك الجميع . 
وانه لا يكتفي الا بفلق سيفه لرأس العدو حتى يقول عن هذا نصراً وربما هنا كان يقصد عزيمة سيف الدولة للوصول الى النصر وان هذا يتطلب القوة .
واتى في البيت الخامس عشر بتشبيه جميل لتوضيح نتيجة قتال سيف الدولة بأنه نثرهم مقتولين على جبل الحدث كما يتم نثر الدراهم على العروس .

 

18-16

اتى باستعارة تصريحية في قوله ( لك الحمد في الدر الذي لي لفظه ) وقصد بأن سيف الدولة أعطاه المعنى عندما كان يشاهد قتاله فاستطاع  تنظيم وكتابة الشعر فكان يشكره على ذلك, كأن يقول للقارئ مصدر الهام هذه القصيدة فقد كتبها المتنبي على ما رآه في المعركة من القتال بشكل عام ورؤية سيف الدولة بشكل خاص .


..



 


اقرأ المزيد

الجمعة، 12 فبراير 2021

تحليل الأبيات لـ " أرقٌ على أرقٍ" لأبو الطيب المتنبي

تحليل الأبيات لـ " أرقٌ على أرقٍ" لأبو الطيب المتنبي

أرقٌ على أرقٍ

أبو الطيب المتنبي


الأبيات : 


1 أرقٌ علـى أرق ومَـثـلي يــأرق                               
       وجَــوى يزيـدُ وعبـرةٌ تتـرقـرقُ

2 جُـهدُ الصـبابة أن تكـون كمـا أرى                  
                     عَـينٌ مسـهّدةٌ وقـلـبٌ يخـفِـقُ

3 مـا لاح بـرقٌ أو تـرنّـم طائــرٌ                         
                  إلا انثنـيت ولـي فـؤاد شـيـّقُ 

4 جـربتُ مـن نـار الـهوى مـا تنطفـي 
                                نـارُ الغـضا وتكـلُّ عمـا تحـرِقُ

5 وعـدلت أهـل العشـق حتـى ذُقـتــهُ                  
          فعـجبـتُ كيـف يمـوتُ مَـن لا يعشـقُ

6 أبنِـي أبينـا نحــن أهــلُ منـازل             
                           أبــداً غـرابُ الـبين فيهـا ينعــقُ

7 نبكـي عـلى الـدنيا ومـا مـن معشـر              
                        جمعتهـم الدنيــا فلـم يتفـرقـوا

8 أيـن الأكـاسِـرة الجبـابِـرة الأُلـى                        
          كنـزوا الكـنوز فمـا بقـيـنَ ولا بـقـوا

9 فالموت آتٍ والنفـوس نفـائــس                            
              والـمستعـزُّ بمـا لديـه الأحمـقُ 

10 أمـا بنـو أوسٍ بـن مـعن بـنِ الرضـا                    
                فأعـز مـن تـحدى إليه الأينـق

11 كـبرتُ حـولَ ديـارهم لمـا بــدت          
                   منـهـا الشــموس ولـيس فـيهـا المـشرق

12 وعجبـت من سحـاب أكـفهم                                   
     من فـوقـها وصخورها لا تــورِقُ 

13  وتفــوحُ مـن طـيب الثنــاء روائـح                                
          لهـم بكل مكـانة تستنشـقُ 

14 مِسـكينة النفحـات إلا أنـها                                          
          وحشـيةٌ بسـِـواهم لا تعـبقُ

15 أمـريدَ مِثـل محمـد فـي عصـرنا                      
                   لا تبـلنا بطـلاب مـا لا يـلحقُ

16 يـا ذا الذي يهب الكـثير وعنـده                                 
             أنّـي عليـهِ بأخــذهِ أتصـدقُ

17 أمطِــر علـيَّ سحــاب جودكَ ثـرّةً                  
                 وانظــر إلـيَّ برحمــةٍ لا أغــرقُ


معاني بعض المفردات :

أرق : قلق

عبرة : دمعة
الصبابة : شدة الهوى والعشق
جوى : شدة العشق,وما يورثه من حزن 
مسهدة  : عيون لا تنام 
البَين : البعاد والفراق 
الأينق : جمع ناقة بدت : ظهرت 
الألى : اسم موصول بمعنى الذين 
نفائس : شيء ثمين
عذل : لامَ 

تحليل الأبيات : 

 " البيت الأول للخامس " الغرض : الغزل .
يبدأ المتنبي أبياته بمقدمة غزلية,يصف في تلك الأبيات معاناته وتعبه وألم قلبه وعيناه المسّهدة التي لا تنام.. بسبب حبه وشوقه لمحبوبته ..

يبدأ المتنبي أبياته بمقدمة غزلية,يصف في تلك الأبيات معاناته وتعبه وألم قلبه وعيناه المسّهدة التي لا تنام.. بسبب حبه وشوقه لمحبوبته ..

 ويستخدم المتنبي مفردات عميقة المعنى تجعل القارئ ينجذب للكلام, كقوله " جهد الصبابة أن تكون كما أُرى " ويقصد بالصبابة شدة الهوى والعشق ليقول ان مقابل هذا ستلقي عيوناً مُسهدة لا تنام.وكذكره لكلمة " شيّق " في الشطر الثاني من البيت الثالث ليصف كم أنه يشتاق لحديث عذب مع محبوبته.


..


" البيت السادس للتاسع " الغرض : الحكمة .

وفي هذه الأبيات يتفرع المتنبي بعدة أفكار للاتعاظ من الموت 
ويستخدم أسلوب نداء ليوجه كلامه للناس في البيت السادس " أبني أبينا نحن أهل منازل " ليقول أن جميع الناس نزلوا في هذه الدنيا ولكن "غراب البين " ينعق في هذه الدنيا وأتى بالغراب لأنه يرمز للتشاؤم بين العرب والبين هو البعد والفراق ليخبرنا أننا جميعنا راحلون يوماً ما من هذه الدنيا والموت للجميع, ويحبر الذين يبكوا على الموت أنه لا يستحق كل هذا لأن كل معشر يجتمعوا سيفترقوا يوماً .. حتى " الأكاسرة والجبابرة " الذين ملكوا الكنوز لن يبقو ولن تبقى كنوزهم .


..


" البيت العاشر للسابع عشر " الغرض : مدح في محمد وقومه.

يصف المتنبي في هذه الأبيات مدى كرم وعطاء محمد وقومه وأنهم أفضل من يمكن طلب منهم المال. وأتى باستعارة تصريحية في البيت الحادي عشر : عندما صرح بالمشبه به " الشموس " وحذف المشبه " بنو أوس" لأن بيتهم يقع في الجهة الغربية وعندما يخرجوا من البيت يُكبّر ويتعجب كيف تشرق الشمس من الغرب . ويأتي بكناية عن عطاء وكرم بنو أوس : عندما تعجب من عدم ظهور الورق على الصخور بعدما تمر أكفهم فوقها . 
شبه سمعتهم بالمسك وبالرائحة الفواحة الجميلة المنتشرة في ارجاء البلاد, ولا يوجد لهم مثيل ولا يوجد لمحمد مثيل .


..



 

اقرأ المزيد

الخميس، 11 فبراير 2021

قصيدة "نَثَرَ الجَـوَُ على الأرضِ بَرَد " مع تحليل الأبيات

 نَثَرَ الجَـوَُ على الأرضِ بَرَد 

ابن حمديس

الأبيــات : 


1 نثَر الجوُّ على الأرضِ بَـــــــرَد                     

           أيُّ دُرٍ لنُـحـــورٍ لــــــــــو جـمَـد


2 لـــؤلؤ أصـدافهُ السُّحـــبُ الـتي              

                  أنجـز البــــارِقُ منــها ما وعـد 


3 منحتـه عاريـاً مـــن نكــــــــد                  

               واكتســــابُ الـدر بالغـوص نكـــد 


4 ذوّبتـهُ مــــن سمــاءٍ أدمـــعٌ                      

              فـــوقَ أرضٍ تتــلقـاه بـــــِخــــد 


5 فجــرت منـه ســيول حولــنا                        

           كثـعابين عجـــــــــال تطـــــــــرد


6 وتـــــرى كــل غـديـــر متـأق                

                  سـبحت فـــيه قـــــوارير الـــزبـــد 


7 وكـــأن البــرق فيها حـــاذف                

                       بضــــــرام كلـــما شــب خــمد 


8 تـــارةً يخــــفو ويخـفى تــارة                             

             كـــحســـام كــلما ســـل غـمد


9 يـذعر الأبصــار محــمرا كما                           

             قلــب الحمـلاق في الليتل الأسـد 


10 وعـــليــل الــنبت ظمــآن الـــثرى            

                     عـــرج الرائــد عنــه فــزهـــــــــد


11 خـــــــلع الخصـــب عليــه حــللاً                    

                      لبديـــــع الــرقم فيهـن جــدد 


12 وســقاه الـــري مـن وكافــــة               

                           فـــتح البــرق بهــا اللـيل وســـد 


13 ذات قطــــر داخـل جـوف الـثرى                               

     كـحياة الـــروح في مــوت الجــسد


14 فتثـــنى الغــصن سكـراً  بـالـندى            

                             وتغـنى سـاجــع الطــير غـــرد 


15 وكــأن الصــبح كــف حللــت                        

                   مـــن ظــلام اللــيل بالــنور عــقد


16 وكــأن الشــمس تجــري ذهبـاً                         

              طـائراً فـــي صيــده مـن كـل يـــد 


قصيدة  "نَثَرَ الجَـوَُ على الأرضِ بَرَد " مع تحليل الأبيات
..

تحــليل الأبيــات : 

البيت الأول للخامس : 

يُعبـر الشاعـر عن إعجابه  بمنظـر هطـول المطـر, كأنـه لؤلـؤٌ وأصـدافه السُحـب, 

أنزلته السحب دون تـعب, ليس كاللـؤلـؤ الحقيقي الذي يحتـاج تعب الغـوص

, أنزلته السمـاء بشـكل غـزير من حولهـم حتـى أصبحت السـيول كثعابـين مسـرعة .


البيت السـادس للتاسع : 

يصـف الشـاعر كل غدير من حوله يملئه الزبد , والبرق عليها كالعصـا المشتـعلة تهـب وتخـمد,

 شبـه البـرق بالسـيف كلما سُــل غُــمد , لونـه يثيـر الرعب كعـيون الأسـد في ظلمـة الليل . 


البيت العاشر للستة عشر : 

يـقول الشاعـر أن الأرض قبل هطول المطر كانت عطشة , وعندمـا هطل هذا المطر أزهـرت ,

 واكتـست الأرض بالنبـات , وأضاء البـرق الأرض في ظلام اللـيل كأنـه ينفتح باب من السماء وينغلـق ,

 وتمايـلت الأغصان وعليـها قطـرات الندى ,  وغـردت الطيور بأجمل الألحان ,

 وبعد هذه الأجواء كأن الصبح قد حـلَّ والشـمس أشـرقت بنورهـا كـالذهـب . 



نقد القصيدة : 

يتضح في كل بيت من أبيات هذه القصيدة مدى تأثر الشاعر بالطبيعة الأندلسية الخلابة من حوله,

 ويدل هذا على أن الله منح الأندلس طبيعة فاتنة , كل من وُلد أو عاش فيها ينفتن بهذا الجمال ,

 وهذا ما يجعل الأندلس طبيعة الهـام للكتاب والشعراء ليكتبوا ويصفوا جمالها , 

وأُضيف أنه حتى من يسمع عنـها يُعجب بجمالها ويـود رؤيتها بعينيه وزيارتها . 


أسلوب الشاعر : 

بسيط , سلس , قريب من القلب 

 معبر بطريقة مبهرة .

 واستخدم الصور البلاغية بحكمة
, مما يجعل الأبيات تصل للمستمع أو القارئ بشكل واضـح . 


..



اقرأ المزيد