نَثَرَ الجَـوَُ على الأرضِ بَرَد
ابن حمديس
الأبيــات :
1 نثَر الجوُّ على الأرضِ بَـــــــرَد
أيُّ دُرٍ لنُـحـــورٍ لــــــــــو جـمَـد
2 لـــؤلؤ أصـدافهُ السُّحـــبُ الـتي
أنجـز البــــارِقُ منــها ما وعـد
3 منحتـه عاريـاً مـــن نكــــــــد
واكتســــابُ الـدر بالغـوص نكـــد
4 ذوّبتـهُ مــــن سمــاءٍ أدمـــعٌ
فـــوقَ أرضٍ تتــلقـاه بـــــِخــــد
5 فجــرت منـه ســيول حولــنا
كثـعابين عجـــــــــال تطـــــــــرد
6 وتـــــرى كــل غـديـــر متـأق
سـبحت فـــيه قـــــوارير الـــزبـــد
7 وكـــأن البــرق فيها حـــاذف
بضــــــرام كلـــما شــب خــمد
8 تـــارةً يخــــفو ويخـفى تــارة
كـــحســـام كــلما ســـل غـمد
9 يـذعر الأبصــار محــمرا كما
قلــب الحمـلاق في الليتل الأسـد
10 وعـــليــل الــنبت ظمــآن الـــثرى
عـــرج الرائــد عنــه فــزهـــــــــد
11 خـــــــلع الخصـــب عليــه حــللاً
لبديـــــع الــرقم فيهـن جــدد
12 وســقاه الـــري مـن وكافــــة
فـــتح البــرق بهــا اللـيل وســـد
13 ذات قطــــر داخـل جـوف الـثرى
كـحياة الـــروح في مــوت الجــسد
14 فتثـــنى الغــصن سكـراً بـالـندى
وتغـنى سـاجــع الطــير غـــرد
15 وكــأن الصــبح كــف حللــت
مـــن ظــلام اللــيل بالــنور عــقد
16 وكــأن الشــمس تجــري ذهبـاً
طـائراً فـــي صيــده مـن كـل يـــد
تحــليل الأبيــات :
البيت الأول للخامس :
يُعبـر الشاعـر عن إعجابه بمنظـر هطـول المطـر, كأنـه لؤلـؤٌ وأصـدافه السُحـب,
أنزلته السحب دون تـعب, ليس كاللـؤلـؤ الحقيقي الذي يحتـاج تعب الغـوص
, أنزلته السمـاء بشـكل غـزير من حولهـم حتـى أصبحت السـيول كثعابـين مسـرعة .
البيت السـادس للتاسع :
يصـف الشـاعر كل غدير من حوله يملئه الزبد , والبرق عليها كالعصـا المشتـعلة تهـب وتخـمد,
شبـه البـرق بالسـيف كلما سُــل غُــمد , لونـه يثيـر الرعب كعـيون الأسـد في ظلمـة الليل .
البيت العاشر للستة عشر :
يـقول الشاعـر أن الأرض قبل هطول المطر كانت عطشة , وعندمـا هطل هذا المطر أزهـرت ,
واكتـست الأرض بالنبـات , وأضاء البـرق الأرض في ظلام اللـيل كأنـه ينفتح باب من السماء وينغلـق ,
وتمايـلت الأغصان وعليـها قطـرات الندى , وغـردت الطيور بأجمل الألحان ,
وبعد هذه الأجواء كأن الصبح قد حـلَّ والشـمس أشـرقت بنورهـا كـالذهـب .
نقد القصيدة :
يتضح في كل بيت من أبيات هذه القصيدة مدى تأثر الشاعر بالطبيعة الأندلسية الخلابة من حوله,
ويدل هذا على أن الله منح الأندلس طبيعة فاتنة , كل من وُلد أو عاش فيها ينفتن بهذا الجمال ,
وهذا ما يجعل الأندلس طبيعة الهـام للكتاب والشعراء ليكتبوا ويصفوا جمالها ,
وأُضيف أنه حتى من يسمع عنـها يُعجب بجمالها ويـود رؤيتها بعينيه وزيارتها .
أسلوب الشاعر :
بسيط , سلس , قريب من القلب
معبر بطريقة مبهرة .
واستخدم الصور البلاغية بحكمة
, مما يجعل الأبيات تصل للمستمع أو القارئ بشكل واضـح .
..

0 التعليقات:
إرسال تعليق